| 0 التعليقات ]

أخطر وأهم قضايانا المعاصرة ،،، أقرأوا وعوا يرحمكم الله ،،،
أساليب طمس الهوية الأسلامية

أن الحمد لله وبعد ،
قضية الهوية الأسلامية من حيث تعريفها ،
ونتناول اليوم ، ، بيان أعداء الهوية الأسلامية من الداخل ، الذين يصدق فيهم قول الله تبارك وتعالي ( هم العدو فأحذرهم قاتلهم الله أني يؤفكون ) .
فتشويه وأضعاف الهوية الأسلامية عمل أجرامي تأمري يرقي ( بل  هو في الحقيقة ينحط ) الي مستوي الخيانة العظمي لأمة التوحيد.
- قال شيخ الأسلام جاد الحق علي جاد الحق – شيخ الأزهر الأسبق – يرحمه الله ( إن البحث عن هوية أخري للأمة الأسلامية جناية كبري وخيانة عظمي ) .
- وقد روي الأمام مسلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد لعن من غير منار الأرض- وهي العلامات التي تكون علي الطريق لتهدي المسافرين -  فمن تعمد تغيير هذه المنارات بما يترتب عليه أن يضل الناس عن الطريق ، فكيف بمن يساهم أو يشارك في تغيير هوية أمة ويضلها عن طريق النجاة ؟؟!!
- ومما يؤسف عليه أن التاريخ المعاصر قد حفل بنماذج بشعة من ممسوخ الهوية الذين كانوا يُخربون هويتهم بأيديهم ، والشجرة الخبيثة لا تخرج إلا نكدا من بين وقت وأخر.
- ظهر في الوقت الأخير من تاريخ المسلمين نماذج  كثيرة جدا من هؤلاء الذين حاربوا الهوية الأسلامية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ،، ومن أشهرهم في هذا المجال مصطفي كمال أتاتورك الذي مسخ هوية تركيا الأسلامية بالقهر، والذي قال ( كثيرا ما وددت لو كان في وسعي أن أقذف بجميع الأديان السماوية في البحر ) وهو الذي ألغي الخلافة الأسلامية ، وعطل الشريعة ، وألغي نص الدستور علي أن الأسلام هو الدين الرسمي للدولة ، وألغي المحاكم الشرعية ، والمدارس الدينية ، والأوقاف ، وألغي الأذان باللغة العربية وحوله إلي اللغة التركية ، وألغي الحروف العربية وأستبدلها بالحروف اللاتينية .
وكان يقول ( أنتصرت علي العدو وفتحت البلاد فهل أستطيع أن  أنتصر علي الشعب؟ ) .
- من النماذج الأجرامية جدا في حياته وهي كثيرة جدا ، ومن أبشع محاولاته للتبري من الهوية الأسلامية واللحاق بالهوية الغربية ما نشرته الأهرام في عددها بتاريخ 15 / 2 / 1968 من وثيقة نقلتها الأهرام عن الصان داي تايمز تحت عنوان ( كمال أتاتورك رشح سفير بريطانيا ليخلفه في رئاسة الجمهورية التركية ) وقالت الصحيفة أنه في نوفمبر 1938 كان أتاتورك رئيس تركيا يرقد علي فراش الموت وكان يخشي أن لا يجد شخصا يخلفه ( يعني كل الأمة التركية لم يري فيها شخصا واحدا يصلح لأن يخلفه ويتم المهمة التي بدأها في مخططه بإستئصال الأسلام من تركيا ) قادرا علي الأستمرار في العمل الذي بدأه فأستدعي السفير البريطاني بيريز لورين إلي قصر الرئاسة في أستطانبول  وعرض عليه أن يخلفه في منصب الرئيس ، وبلباقة رفض السفير البريطاني وأبرق إلي وزير خارجيته يبلغه بما دار بينه وبين أتاتورك من حديث.

- ومن هذه الشجرة الخبيثة ، أغا أغولي أحمد ، وهو أحد الكماليين الأتراك ، والذي عكس عدائه للهوية الأسلامية قائلا ( أننا – أي الكماليين الأتراك -  عزمنا علي أن نأخذ  كل ما عند الغربيين  حتي الألتهابات التي في رئيهم والنجاسات التي في أمعائهم ) فأنظر إلي الوقوع في هوي وحب الهوية الكافرة ، والبراءة والكراهة للهوية الأسلامية كيف يصل إلي هذا الحد ؟؟!!

 - أيضا من خصوم الهوية الأسلامية – أحمد لطفي السيد ، والذي كان خصما لرابطة العروبة والوحدة العربية ، وهو الذي رفع شعار  مصر للمصريين ، وهو أيضا ممن رفعوا شعار الأفتخار بالنعرة الفرعونية  ، فكان يصف نص الدستور بأن دين الدولة الرسمي هو الأسلام  بأنه النص المشئوم ، والعياذ بالله .
- من هؤلاء ، عميد التغريب الملقب زورا وبهتانا بعميد الأدب العربي المدعو طه حسين ، فإنه كان عميدا للتغريب لا للتعريب ، وهو الي رفع لواء التبعية المطلقة للغرب  حتي في مفاسده وشروره ، والذي قال يوما ( لو وقف الدين الأسلامي  حاجزا بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه ) وطالب عميد التغريب بأن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أندادا ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها ، حلوها ومرها ) .
ولذلك قال أستاذه المستشرق الفرنسي ماسنيون ( لو قرأنا كلام طه حسين لقلنا هذه بضاعتنا ردت إلينا ) .

- ومن هؤلاء أيضا ، رجل قال في حقه شيخ الأزهر الأسبق العلامة التونسي ( محمد الخضر حسين ) – رحمه الله تعالي ، ( وقد وصل ببعضهم الشغف بالإنحطاط في هوي الأجانب والإنغماس في التشبه بهم إن أقترح – في غير خجل – قلب هيئة المساجد إلي هيئة كنائس ، وتغيير الصلوات ذات القيام والركوع والسجود إلي حال الصلوات التي تؤدي في الكنائس ( أنظر إلي الكراهية والبراءة من الهوية الأسلامية كيف يصل إلي هذا الحد ؟؟!! )
وقد علق شيخ الأزهر قائلا ( وهذا الأقتراح شاهد علي أن في الناس من يحمل تحت ناصيته جبينا هو في حاجة إلي أن توضع فيه قطرة من الحياء ) .

- من هؤلاء ، محمود عزمي ، الذي أعلن أن سبب مقته للحجاب مقتا شديدا أنه من أصل غير مصري ودخوله إلي العادات المصرية عن طريق تحكم الفاتحين الأجانب ، يقول فكان حمقي علي هؤلاء الأجانب الفاتحين الأسلامين يزيد .

 - الحقيقة أن القائمة طويلة جدا ،،، ولو أخذنا نتتبع هذه السلسلة من هؤلاء المشئومين لوجدناها سلسلة طويلة جدا ممن ينفق عمره في محاربة الهوية الأسلامية ، ومن أبرزهم سلامة موسي ، لويس عوض ، فرج فودة ، حسين أحمد أمين ، ذكي نجيب محمود ، جرجس زيدان ، وغيرهم من هؤلاء الذين وقفوا حياتهم علي معاداة الهوية الأسلامية ومحاولات طمس هوية هذه الأمة – لا كثر الله من سوادهم ..


- علي الجهة المقابلة ، هناك فرسان دافعوا عن الهوية الأسلامية وهو كثر ، والحمد لله تبارك وتعالي منهم من نعلمه ومنهم من لا يعلمه إلا الله  كما قال عز وجل ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) .
علي رأسهم من المتأخرين ، شيخ الأسلام – أبن تيمية – قدس الله روحه ، فإن تنظير شيخ الأسلام للمحافظة علي الهوية الأسلامية هو من أروع ما كتب في حراسة الهوية الأسلامية ، ومن أراد أن يفهم قضية الهوية الأسلامية حق فهمها فليدرس كتابه الفذ (  إقتضاء الصراط المستقيم في محاربة أصحاب الجحيم ) . حتي إن عبد الله الغماري المعروف بعدائه الشديد لشيخ الأسلام أبن تيميه وصف هذا الكتاب  وبلغ أعجابه به لحد انه كان لما يأتي ذكر هذا الكتاب يتجلي ويتحدث بإعجاب شديد عن أبن تيمية ويقول ، قال أبو العباس ، فيكنيه ، تعظيما لهذا الكتاب ، مع أنه من أشد خصوم شيخ الأسلام أبن تيمية رحمه الله تعالي .

- فشيخ الأسلام أبن تيمية ودوره في حراسة الهوية الأسلامية بكل أنواع الأساليب الممكنة التي بذلها في سبيل هذه المهمة مما ينبغي أن يفرض بالبحث والتفريغ والإنتفاع بعلم  شيخ الأسلام في هذا المجال.
- وفي الحقيقة عندما نتكلم عن شيخ الأسلام  رحمه الله تعالي  نتذكر قول الأمام الذهبي فقال ( ومن خالطه وعرفه قد ينسبني الي التقصير في وصفه ، ومن خالفه ينسبني إلي التغالي فيه ، وليس الأمر كذلك ، فأنا أقل من ينبه علي قدره كلامي  أو أن يوضح قدره قلمي ) .


- ننتقل الي الكلام علي الأساليب التي سلكها الأعداء في محاولة طمس الهوية الأسلامية ،،
فما هي الأساليب التي سلكها خصوم الهوية الأسلامية في سبيل طمس هذه الهوية المباركة ؟
الأسلوب الأول من أساليب طمس الهوية الأسلامية ، ، إضعاف العقيدة
أول هذه الأساليب ، إضعاف العقيدة ، وزعزعة الإيمان ، وتشتيت الأذهان ، عن طريق بعث الفلسلفات المضادة للتوحيد ، وإحياء التصوف الفلسفي ، ونشر تراث الفرق الضالة كالباطنية والمعتزلة والرافضة ، وآثارة الشبهات حول القرآن والسنة المطهرة ، والسيرة  النبوية الشريفة ، وهدم الثقة بالسلف الصالح ، والتركيز علي عرض ما يناقض التوحيد بصورة تُغري بالإلحاد كالتركيز علي عرض نظرية دارون – النظرية المزيفة – والتي ثبت بالأدلة العلمية أنها نظرية فاشلة وقد قذف بها العلم الحديث الي مكانها اللائق بها في المتاحف فهي لا تعد نظرية علمية علي الأطلاق .

- كذلك أيضا إحياء تاريخ الأمم الوثنية كالفراعنة وغيرهم .
تعرض كل هذه الأشياء دون أي نقد ، ودون تطبيق قاعدة ولتستبين سبيل المجرمين ، ولكن يعرضونها بصورة لننبهر ونفخر بسبيل المجرمين،،

- كان الغرب فيما مضي يرفع شعار فرق تسد ، أما الآن فهو يرفع شعار شوش تسد ، خاصة في ظل العولمة والإنفتاح الثقافي في العالم ، بحيث أن كثرة التشويش وفي كل شئ ، وفي كل قضية ، بغرض أن لا يوجد شئ مقدس ولا توجد عقيدة مقدسة ، بزعم الإستنارة وحرية الفكر والتنوير والثقافة  ، ولذلك فتح الباب بكل هذه الملامح من أجل تشويش الأفكار وتشتيت الأذهان ونفخ الروح بالفلسفات المضادة للتوحيد .

- ورأينا محاولات كثيرة لإحياء التصوف الفلسفي الذي يحيي تراث أبن عربي ، والحلاج ، إلي أخره .

- كذلك إعادة نشر تراث الفرق الضالة كالباطنية والمعتزلة والرافضة ، وقد صار للمعتزلة نتيجة هذا النشاط أنهم يتبئون مراكز ومناصب كثيرة خاصة بالجامعات ويتحمسون لمذهبهم ولا يرون في ذلك أي غضاضة .
 أما الرافضة – وما أدراك ما الرافضة  خاصة في هذا العصر ، الأمر في غاية الإيلام ، لما نراه من قنوات فضائية ومطبوعات ومنشورات لمحاولة ذرع هذه الخلايا السرطانية في داخل جسد الأمة للتبشير بدين الرافضة والذي هو برئ تماما من دين الأسلام ودين الأسلام برئ منه .

- تشويش صورة المجاهدين الأوائل من السلف الصالح - رحمهم الله تعالي – عن طريق الروايات المكذوبة التي تشيع في الكتابات خاصة في كتابات الرافضة .
 ( هذه هي أول أساليب طمس الهوية الأسلامية ) .

- الأسلوب الثاني من أساليب طمس الهوية الأسلامية ،  تسميم الأبار المعرفية ،

كما أن هناك أبار نشرب منها الماء لنحافظ علي حياة الجسد ، فكذلك أيضا هناك أبار نستقي منها المعارف ، ونظل نشرب منها من المهد الي اللحد ، جيل بعد جيل .
- حاول ويحاول البعض ، مسخ الهوية الأسلامية ، عن طريق تخريب مناهج التعليم بكافة المراحل ، وهذه هي أخطر مؤامرة ضد الهوية الأسلامية في الوقت الراهن .

 ومن العجائب- والعجائب جمة – أن السادات في عهده قد عين لجنة لإعادة كتابة التاريخ المصري – وعجيبة العجائب أن رئيس هذه اللجنة كان محمد حسني مبارك – ولا تعليق..
- ويمتاز عهد مبارك بخصيصة لم توجد في غيره من العهود ، وهي ما يسمي بتجفيف منابع الأرهاب ، والمقصود تجفيف منابع الأسلام ، بإن يعاد النظر في كل التاريخ الأسلامي  ومصادر المعرفة ، وتبث في مناهج التعليم أشياء تعين القوم علي هذا الهدف الخبيث .

- والحقيقة أن هذه المؤامرة – مؤامرة تسميم مناهج التعليم -  لم تبدأ اليوم بل بدأت منذ أكثر من قرن  منذ عهد محمد علي والذي بذر بذور العلمانية في مصر ، ولمعت في جيل مبارك منذ أكثر من ثلاثين عاما – علي يد فتحي سرور ، وعلي يد الخصم الأشرس والعدو الألد ضد الأسلام حسين كامل بهاء الدين .
- يكفي أن القس -  دانلو - تمكن في عشرين عاما فقط من تخريب العقول والنفوس والضمائر والعواطف ، من خلال سياسته التعليمية بصورة ما كانت  تحلم بريطانيا أن تحقق ربعها ولو جندت في سبيل ذلك مليون جندي بريطاني ..
فدانلو هو الذي رسم سياسة التعليم في مصر ، وظلت هذه السياسة مقدسة الي عهدنا القريب ..
- ويقول - كرومر - وهو رائد التغريب في مصر - أن الحقيقة أن الشباب المصري الذي قد دخل في طاحون التعليم الغربي ومر بعملية الطحن ، يفقد أسلاميته وعلي الأقل يفقد أقوي عناصرها وأفضل أجزائها ، فإنه يتجرد عن عقيدة دينه الأساسية – وهو يقول هذا وهو في سعادة غامرة – أن مناهج التعليم في مصر والتي هي أساسها الأستعمار البريطاني ، قد أورثت جيلا لا يعتز بعقيدته ولا يقدسها ...

 - وقال المسشترق - جب - والسبيل الحقيقي للحكم علي مدي التغريب – وللقياس علي مدي نجاحهم في نشر التغريب في بلاد المسلمين ، هو أن نتبين إلي أي حد يجري التعليم علي الأسلوب الغربي وعلي المبادئ الغربية  وعلي التفكير الغربي ، فهذا هو السبيل الوحيد ولا سبيل غيره .

وقد رأينا المراحل التي مر بها طبع التعليم في مصر وفي العالم الأسلامي بالطابع الغربي ، ومدي تأثيره علي تفكير الزعماء المدنيين وقليل من الزعماء الدينيين – أنتهي كلام هذا المستشرق..

- أذن فالتعليم الغربي والذي هو تعليم عالماني لا ديني – هو الحامض المركز الذي يُذيب شخصية المسلم ، أي مسلم ، مثل ما كان يصنعه بعض حكامنا من اساليب التعذيب أو أساليب القتل والأعدام السريع بإلقاء الشخص في حامض مركز فيذوب  الأنسان تماما ويتحول الي بخار ،،، فالتعليم الغربي يقوم بهذا الدور بالنسبة للهوية الأسلامية  . حامض مذيب للهوية ..

- وليس من المعقول ولا من الجائز أن تستورد أمة لها شخصيتها ورسالتها ولها عقائدها ومناهج حياتها ، لها طبيعتها ونفسيتها ، لها تاريخها وماضيها ، ولها محيطها الخاص وظروفها الخاصة ، فلا يعقل أن أمه عندها كل هذه الملكات أن تستورد نظاما تعليميا من الخارج ، ولا أن تكل وظيفة التعليم والتربية وتنشأة الأجيال وصياغة العقول إلي أناس لا يؤمنون بهذه الأسس والقواعد ولا يتحمسون لنشرها والذب عنها . بل يتحمسون لطمسها والقضاء عليها .
- فالتعليم هو صناعة العقول ...
ورأينا أنهم لما أرادوا أن يصرفوا الجيل عن الأسلام تماما ، فماذا فعلوا؟  غير تشويه مناهج التعليم والتي هي من أخطر وأبشع الجرائم بل وأعظم جرائم الخيانة العظمي ...


الأسلوب الثالث من أساليب طمس الهوية الأسلامية ،، تذويب الهوية الأسلامية في الثقافة الغربية ،،

- هذا التذويب كان يحصل فيما مضي عن طريق القهر ، لكن في هذا العصر يحصل عن طريق عملاء مأجورين يبيعون كل شئ إرضاءا لسادتهم ، وعن طريق محو ذاكرة الأمة وارتباطها بتاريخها المجيد والذي هو خميرة المستقبل ، وتمجيد كل ما هو غربي ، وتحقير كل ما هو أسلامي ، ومزاحمة رموز الأسلام برموز ضلالات التنوير والحداثة والعصرانية ، وعرض أنماط الحياة الأجتماعية في الغرب بكل مبادئها وسوءاتها بصورة جذابة ومغرية ..

 يقول المستشرق - شاكيليه - ( وقال هذه العبارة في سياق مدح وتعظيم الهوية الأسلامية وهو مستشرق ينصح أخوانه من المستشرقين والمنصرين في سبيل هدم ومحو الهوية الأسلامية )  إذا أردتم أن تغزوا الأسلام  وتقضوا علي هذه العقيدة التي قضت علي كل العقائد السابقة واللاحقة لها ، والتي كانت السبب الأول لأعتزاز المسلمين والأمة الأسلامية وشموخهم ، وسبب سيادتهم وغزوهم لكل العالم ، فعليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلي نفوس الشباب المسلم والأمة الأسلامية ، بأماتت روح الأعتزاز بماضيهم وكتابهم القرآن وتحويلهم عن كل ذلك بواسطة نشر ثقافتكم وتاريخكم ونشر روح الأباحية وتوفير عوامل الهدم المعنوي حتي لو لم تجد الا المغفلين منهم والسذج والبسطاء فكفانا ذلك ...
لأن الشجرة يجب أن يتسبب لها في القطع أحد أغصانها – أنتهي كلامه ..

الأسلوب الرابع من أساليب طمس الهوية الأسلامية – وهو من أخطر الأساليب علي الأطلاق – تجهيل العلم ،،
كيف يكون علما ، وكيف يكون جهلا في ذات الوقت ؟؟ بأن يحقن العلم ويطعم بروح الجاهلية والجهل .
- معروف تماما موقف الأسلام من العلم ، فلاشك أن الأسلام هو دين العلم ، العلم بكل انواعه ، فأول كلمة أنزلت في الوحي هي أقرأ ، وأول ما خلق الله القلم ، فالأسلام رفع شأن العلم بصورة غير مسبوقة علي الأطلاق ، ولذلك فالعلم الحديث والذي بثت فيه الروح الألحادية بصورة ماكرة يراد منه أن يكون محايدا في قضية الدين ، فهو لا يكون علما إلا أذا كان محايدا..

 في الحقيقة ، أن العلم الحديث – وهو أمر في غاية الأهمية  ولابد أن يسلط الضوء علي ذلك عند مخاطبة غير المسلمين – يعتبر غير محايد كما يريدون ، بل هو منحاز بكليته للأسلام ..
فالأسلام يدعو الي العلم ويعظم العلم ، لكن لابد أن نركز أيضا علي المعني العكسي وهو أن العلم يحض ويدعو وينحاز بكليته للأسلام ..
بسبب بسيط جدا ، فالأسلام لم يشهد صراع واحد مع الحقائق العلمية  ، فلا يعرف عندنا أطلاقا أي صراع بين الحقائق العلمية وبين حقائق الوحي الشريف،، في حين أن تاريخ الكنيسة حافل بالضلال المبين في هذه القضية ، وكيف أنهم يقدسون المعلومات التي كانوا يسمونها
الجغرافيا المسيحية ، الكيمياء المسيحية ، وكل علم كانوا يصبغونه بصبغة دينية .
فإذا أكتشفوا أن حقائق العلم تتعارض مع هذه التعاليم ، فكانوا يحاربون العلم ، وحصل أحراق لكثيرين من العلماء والباحثين ، جاليليو نفسه صدر الأمر  بإحراقه ، لكنه نجا بنفسه وتراجع عن نظريته ، وبرونو ، وعلماء كثيرين أحرقوا وهم أحياء لأنهم جهروا بأراء وأكتشافات عليمة رفضتها الكنيسة ..

 - ومن الظلم الفاحش جدا، عند مناقشة قضية العلمانية  - لأن كثير من الأفكار المستوردة من الغرب هي ناشئة من البيئة الغربية فموقف الناس ناشئ من النموذج الذي قدمته لهم الكنيسة – فبما أن الكنيسة كانت تقهر الناس وتمارس الأقطاع الظالم والقهر والأذلال ، وتمارس النهب والسلب ، وتمارس حق الحرمان من الجنة أو حق إدخال الناس النار ، وبيع صكوك الغفران ، وكراسي الأعتراف ، وعقيدة شركية ملوثة ، أشياء كثيرة جدا ترتب عليها الثورة والتمرد علي سلطان الكنيسة ، فمنذ أن تحرروا من سلطانها ورفعوا شعار أشنقوا أخر ملك بأمعاء أخر قسيس ، فكان طبيعي أن يفصلوا الدين عن الحياة ، فقد رفضوا الدين الباطل ، وكان من المفروض بعد ذلك أن يبحثوا عن الدين الحق ، ولم يفعلوا .
- فالله تبارك وتعالي بحكمته العظيمة لا يمكن أن يخلق الناس ثم يتركهم هملا، دون أن يهديهم الي طريق النجاة ، ولذلك عد من مظاهر عدم تقدير الله حق قدره أن يُظن أنه يترك خلقه هملا دون أن يمن عليهم بنعمة الهداية عن طريق الرسل ، ( وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله علي بشر من شئ ) فهذا يتنافي مع حكمة الله جل جلاله ومع قدره ورحمته بالبشر ، بأن يخلق الخلق ثم يتركهم هملا دون أن يبين لهم طريق النجاة وكيف يسلكونه ، وعوائق هذا الطريق وكيف يتجنبونه ..
- فحاجة البشر الي الرسل أشد من حاجتهم الي الماء والهواء وسائر احتياجاتهم الفسيولوجية ، فالحاجة الي الوحي هي الحياة  ( استيجبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) فالوحي هو الحياة ، هو الروح ، ولذلك سمي الله تبارك وتعالي الوحي الشريف روحا ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) فالوحي روح هذه الحياة بالنسبة للقلوب ..
فبالتالي ، من سوء الظن بالله ، ومن عدم تعظيم الله ، ومما يتنافي مع أن نقدر الله حق قدره ، أن نظن بالله أنه لا يرسل الرسل بشرا مثلنا لهدايتنا الي طريق النجاة ، فإنكار رسالة الرسل هو عدم تعظيم لله عز وجل ، وسوء ظن به..

-        إذا كنا نحن علي يقين بأن القرآن حتما وجزما وقطعا هو وحي من عند الله خالق هذا الكون ، ثم نتكلم عن الحقائق العلمية  - وليس عن النظريات العلمية  - فهل يعقل أن الوحي والذي نزل من عند الله قطعا يتصادم مع حقيقة علمية واحدة ؟!!  فمن الذي خلق الحقائق العلمية والسنن الكونية ؟ الله سبحانه ، ومن الذي أنزل القرآن الكريم ؟ الله سبحانه . فلا يمكن أن يوجد تناقض أو تعارض بين نور الوحي وبين نور العلم والحقائق العلمية ، أطلاقا ، ولم – ولن - يحدث ولو لمرة واحدة  ان تصادمت حقيقة عليمة واحدة مع آيات الوحي الشريف. نحن نتكلم عن الحقائق العلمية والتي لا يمكن نقضا أبدا وليس عن مجرد النظريات العلمية والتي هي مجرد رأي وأفتراض

-        تعرفون قصة الجراح الفرنسي الشهير – بوريس بوكاي- والذي ألف كتابه الشهير ( موقف التوراة والأنجيل والقرآن من العلم ) ، وهذا الرجل جراح فرنسي من عائلة فرنسية نصرانية متدينة جدا ، وكان يبحث عن الحق ، وكان يقرأ في الأنجيل فوجد فيه تصادم بين الأنجيل وبين كثير من الحقائق العلمية ، فبحث في التوراة فوجد نفس الشئ ونفس التصادم ، ولاح له أن يعقد مقارنة مفصلة – احصائية مفصلة عن الآيات القرآنية ونصوص التوراة والأنجيل في كل قضية علمية علي حدة في شكل جدول ودراسة عن كل الحقائق العلمية الموجودة في الكتب الثلاثة ، وأنتهي إلي أن عامة ما في الأنجيل وفي التوراة يتصادم تماما مع العلم ، وأنه لا توجد آية قرآنية واحدة في القرآن الكريم تتصادم مع الحقائق العلمية – وذلك من خلال رحلته للبحث عن الحق .

-        فألف هذا الكتاب ، ولم أحست أسرته بأنه يألف كتابا وبأنه سينتهي به الأمر الي الأنتصار للأسلام وأعلان أسلامه ، أعلنوا في الصحف نريد لصا محترفا – وهو أمر عادي في المجتمع الغربي - فجاءهم اللص ، فأبلغوه كيف يستطيع أن يخترق بيت أبنهم  بوريس وطلبوا منه ان يسرق لهم مخطوطة الكتاب الذي يقوم أبنهم بوريس بإعداده ، ولما أنجز اللص المهمة ، ووصل الي المخطوطة وسرقها ، لكنه قبل أن يسلمها الي أسرة بوكاي جلس في بيته  ودفعة الفضول الي أن يقرأها ، فأسلم اللص  لما قرأ هذا الكتاب ، وأعاده الي بوريس ..

-        ولو تتبعنا أعلام وقمم وهضاب لرجال من علماء البحث العلمي علي مستوي العالم في مشارق الأرض ومغاربها ، دخلوا الي الأسلام بسبب أنحياز العلم للأسلام بكليته .

-        فنحن لا نقول فقط بأن الأسلام يدعو الي العلم ، فهذه حقيقة يوقنها أصغر طفل في المجتمع المسلم عندما يبدأ بقرأة قول الله تعالي أقرأ بأسم ربك الذي خلق ، فنحن أمة القراءة والعلم ، وتعظيم الأسلام للعلم شئ فوق الوصف ..

-        فنحن دائما نتكلم علي أن الأسلام يحض علي العلم ، لكننا نريد الآن في تطوير الخطاب الديني وأن نثبت للناس كلهم ونقرر حقيقة أن العلم يحرض ويدعو الي الأسلام وينصر الأسلام وينحاز له..

-        نور علي نور ، نور الحقائق العلمية والفطرة مع نور الوحي الشريف ..

-        فهذه من أخص وأهم مزايا الأسلام ، وهي السبب الرئيس في جذب كثير من الناس من المشرق والمغرب للأسلام ، خاصة في هذا العصر ، ولو فقهنا حق الفقه لكان هناك نوع من العلم يدخل في علم التوحيد ، فالعلم في حقيقته هو دليل علي وجود الله ووحدانيته ، كعلم الجينات ، وعلم الهندسة الوراثية ، فهما بلاشك أعجاز (  سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم ) فهناك آيات في الأفاق ، وآيات في الأنفس ، وآيات في القرآن ، فكلها آيات تدل علي حقيقة واحدة وهي أنه لا أله بحق إلا الله سبحانه وتعالي..

0 التعليقات

إرسال تعليق